الطبع ما طبع عليه الإنسان منذ نشأته وفطر عليه، من خصال حميدة او ذميمة ؛ أما التطبع فهو المكتسب من خلال التربية والتنشئة واكتساب العادات. وحول هذا الموضوع حكى أحد الرواة قائلا :
كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة ، فأتيته فأذا به إعرابية ، فلما رأتني قالت من تكون؟ قلت ضيف ، قالت أهلاً ومرحباً بالضيف ، أنزل على الرحب والسعة ، قال فنزلت فقدمت لي طعاماً فأكلت وماءً فشربت فبينما أنا على ذلك إذ أقبل صاحب البيت فقال: من هذا ؟ قالت ضيف ، فقال لا اهلاً ولا مرحباً ما لنا وللضيف فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت ،
فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فأذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت من تكون ؟ قلت ضيف قالت لا أهلاً ولا مرحباً بالضيف ما لنا وللضيف ،، فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رأني قال من هذا ؟ قالت ضيف . قال مرحباً وأهلاً بالضيف ثم أتى بطعام حسن فأكلت وماءً فشربت ، فتذكرت ما مر بي بالامس فتبسمت ، فقال مم تبسمك فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الاعرابية وبعلها وما سمعته منه ومن زوجته،
فقال :
لا تعجب فأن تلك الاعرابية التي رأيتها هي أختي ، و إن بعلها اخو امرأتي هذه..