خواطر القـلم ــ وثيقه تاريخية للكاتب ” جمعان الكرت” تجسد ملامح واحتياجات قـرية رغــدان قبل 36 عاما

البيرق – بقلم محمد الحمري
.
قبل 36 عاما ، حينما كنا طلاب بجامعة الملك عبد العزيز بجده ، حيث البعد عن الاهل وضيق ذات اليد والحال ، كنا بعيدين عن القرية وعن الارض التى نشئنا وترعرعنا على ارضها ولعبنا في مساربها وعلونا جبالها وهضابها ومشينا بين اوديتها واشجارها ومزارعها .
حياتنا في القرية كانت مسحة من حب متجذره في اعماقنا ، حيث كنا لا نسمع الا خرير الماء وزقزقة العصافير ، ولا نرى الا سنابل القمح وعناقيد الذره ، ولا نسمع الا ثغاء الاغنام ومواويل المزارعين وقصائدهم .
كنا نتجاذب الحديث بعفوية الماضي وطيبته وسموحة نفسه ، ونتعلم في المدرسه بجد واهتمام وتنافس ،…
صغار في السن ، نعم ولكننا لم نستشعر هذا الصغر في طفولتنا ، كان اباءنا واقرباءنا وبنو عمومتنا يربونا ويتعاملون معنا كرجال قاموس الطفوله لا نعرفه ، غرسوا فينا همة الرجال وجَلدَهِم وصبرهم ومثابرتهم ، نعم كنا نسير بأقدامناُ فوق الثّرى، و لكننا كنا نحمل همة تنشد الثُّريا .
.
في زمننا كنا ننشد الانتماء للاسرة وللقرية وللجماعه و للوطن امتداد متأصل في نفوسنا ، لم يعلمونا ولكننا نشئنا عليه ، ولك ان تعود الى كتابات الادباء والمتعلمين الذين هاجروا من قراهم ماذا كانوا يفكرون فيه .
لعل هذه الوثيقه من صحيفة ” الندوه ” عن قرية رغدان للكاتب والاستاذ جمعان الكرت فيها شيء مما نلمح ونتحدث عنه ، هذه الوثيقه كتبها حينما كانت مسيرتنا العلميه تخطو بين ردهات جامعة الملك عبدالعزيز بجده ، حيث المدينه التى دلفنا اليها كطلاب علم يبحثون عما يزيدهم قدرا فوق قدرهم وعزا فوق عزتهم ، كنا نتساعد سويا و يشجع بعضنا بعضا للكتابه في الصحف ونرسلها للصحيفة بالبريد ، بدأت انا واياه بمقال كتبنا عن قريتنا ثم كتب عن مقال عن قرية رغدان .
.
الاستاذ والأديب والكاتب والاخ جمعان الكرت امتعنا بهذه القصاصه ، قمت بإعاده تجميعها ووضعها في الصحيفه للتاريخ وللشباب .
.
وانا اقراء هذه القصاصة من الصحيفه … استشعرت ثلاثة عقود ونصف من الماضي الجميل بأحلامه وسنينه ورجاله ، وجالت بخاطري روىء ومشاعر وانين وآهات ، اي فكر كنا نحمله ، ( عزيزي القاريء ، إقراء المقال ) وحتما ستجد انك امام كاتب اصيل في المبداء صادق في المشاعر ، كتب مقدمة مقاله وجعلها كلوحه ترحيبيه امتزجت بالمدح والـتغني بقريته رغدان ، ثم اخذك في جولة تجمع بين التاريخ والجغرافيا ، لمحة تاريخيه عن تاريخ رغدان الأهل والعشيره ، وعن سبب تسميتها وطيب ارضها وسعة رغد الحياه فيها ، ثم عرج بنا الى الجوله السياحيه الجغرافيه والى حياة مجتمع القريه والزراعه والرعي وعن الطرق والمواصلات وعن الناحية التعليمية ، نعم انت تعيش في قرية وتكتب عن قريه ، ولكن تلك القريه التى تسكن في داخلـه وداخل كل ابناء القرى كانت وطن كبير فيها الجغرافيا وفيها التاريخ ولها الحب والاماني بان تنال كل ما تصبوا اليه .
.
بقي ان تعرف أن عرض وسياق مقال الكاتب ، ماهو الا مقدمه لمطالبة المسئولين بأدب جم ، وخلق رفيع بعيد عن التهجم والاسفاف ، والمطالب تنحصر في الأساسيات الأكثر أهمية التى يرى انها تخدم القرية والمجتمع ولك ان ترى في المقال المطالبه بمستشفي يخدم غامد وزهران ، والمطالبه بمدرسه متوسطه لبنات القريه ، لكون المدرسه الابتدائيه للبنات بدأت تخرج اجيال ويتوجب استمرار التعليم بتوفر مدرسة لهم داخل القريه وحرصا على سلامتهم من الذهاب الى مدرسه اخرى بعيده عن قريتهم وهذا حال كل القرى .
.
انتهي ، المقال ، وبقى الاثر…..
.
هذه هي اهتمامات شباب القريه ( القرى ) قبل 36 عام عمر الوثيقه ، وهذا الفكر المتأصل الذي اشرئبت به قلوبهم وتسامت به نفوسـهم فأمتزجت طموحاتهم وأمانيهم بحب الأهل والعشيرة والوطن ، فتربوا على اهتمامات الرجال وكلام الرجال وعلوم الرجال وادب الرجال قول وفعلا .
.
وماذا بعـد …..!!!!!
.
…. تلويحة وداع
.
كلّ صعب على الشّباب يهون *** هكذا همّة الرِّجال تكونُ
.
.
اضغط على الصوره
.