1 نوفمبر، 2017
منهجية الالتزام ( 26 ) متى تكون الصلاة نور

البيرق : الشيخ منصور ال هاشم

.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين أما بعد
1 – ومن فضل الصلاة : غَسلُها الذنوبَ والخطايا لا تبقي شيئا منها، قال ﷺ : ( أرأيتُم لو أنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم، يغتسلُ منه كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ، هل يبقى من درَنهِ شيءٌ . قالوا : لا يبقى من دَرَنِه شيءٌ . قال : فذلك مثلُ الصلواتِ الخمسِ، يمحو اللهُ بهنَّ الخطايا ) متفق عليه
2 – ترفع درجات العبد عند الله ، وما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض
قال ﷺ : ( ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ قال : إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ وكثرةُ الخُـطَا إلى المساجِدِ وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ فذلكمْ الرباطُ ، فذلكمُ الرِّباطِ) مسلم .
3_ ومن فضل الصلاة : أنها جالبة للرزق
قال ربنا سبحانه : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) ( طه : 132 ) .
قال اين كثير رحمه الله في تفسيره : روى التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : قَالَ رَسُول اللَّه ﷺ : ( يَقُول اللَّه تَعَالَى يَا اِبْن آدَم تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأ صَدْرك غِنًى وَأَسُدّ فَقْرك وَإِنْ لَمْ تَفْعَل مَلَأْت صَدْرك شُغْلًا وَلَمْ أَسُدّ فَقْرك ) رواه جمعٌ غير الترمذي وابن ماجه وصححه كثيرون .
ثم قال ابن كثير : وَقَوْله ( لَا نَسْأَلك رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقك ) يَعْنِي إِذَا أَقَمْت الصَّلَاة أَتَاك الرِّزْق مِنْ حَيْثُ لَا تَحْتَسِب ، كَمَا قَالَ تَعَالَى ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّه يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب ” وَقَالَ تَعَالَى ” وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” إِلَى قَوْله ” إِنَّ اللَّه هُوَ الرَّزَّاق ذُو الْقُوَّة الْمَتِين ” وَلِهَذَا قَالَ ” لَا نَسْأَلك رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقك “
الصلاة نور :
قال ﷺ : (…والصَّلاةُ نورٌ والصَّدقةُ برهانٌ ، والصَّبرُ ضياءٌ…) مسلم وغيره .
الصلاة تكون نوراً للإنسان على الصراط يوم القيامة يعبر به الى جنة الخلد والنعيم المقيم ، تكون نوراً كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ أن من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً يوم القيامة فقال ﷺ : ( من حافظَ علَيها كانت لَهُ نورًا وبرهانًا ونَجاةً يومَ القيامةِ ، ومن لم يحافِظ عليها لم يَكُن لَهُ نورٌ ، ولا برهانٌ ، ولا نجاةٌ ، وَكانَ يومَ القيامةِ معَ قارونَ وفرعونَ وَهامانَ وأبيِّ بنِ خلفٍ ) احمد وغيره .
وتكون نورا للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة بالله عز وجل ، ودينه ومراده واحكامه ، بل تفتح عليه حتى في مجالات الحياة .
ومن نورها : نور في وجه صاحبها أي والله ، وأنظر الى أفراد بيت واحد بعضهم يصلي صلاة حقيقية صحيحة والبعص الأخر لا يصلي ، ترى النور والإشراق في وجوه أهل الصلاة ، وترى الأخرين كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ، وصدق الله اذ يقول ( ..تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) (الفتح : 29)
( سيماهم ــ السِّمَةُ والعلامة ــ ما جعل الله في وجوههم من الإشراق، من أثر الصلاة المباركة واشراقها .
قال الشيخ العثيمين في شرح رياض الصالحين : ( ولهذا تجد أكثر الناس نوراً في الوجوه أكثرهم صلاة وأخشعهم فيها لله عز وجل ) .
وجوب المحافظة على الصلاة حيث ينادي بهن :
1 – عن عبدِاللهِ بن مسعود قال : ( من سرَّه أن يلقَى اللهَ غدًا مسلمًا فلْيحافظْ على هؤلاءِ الصلواتِ حيثُ يُنادَى بهنَّ . فإنَّ اللهَ شرع لنبيِّكم ﷺ سَننَ الهُدى وإنهن من سَننِ الهُدى . ولو أنكم صليتُم في بيوتِكم كما يُصلِّي هذا المُتخلِّفُ في بيتِهِ لتركتُم سنةَ نبيِّكم . ولو تركتُم سنَّةَ نبيِّكم لضلَلْتُم . وما من رجلٍ يتطهَّرُ فيحسنُ الطُّهورَ ثم يعمدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجدِ إلا كتب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها حسنةً ويرفعُهُ بها درجةً ويحطُّ عنه بها سيِّئةً . ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاقِ . ولقد كان الرجلُ يُؤتى به يُهادَى بينَ الرَّجُلَينِ حتى يُقامَ في الصَّفِّ ) مسلم .
2 – قال ﷺ : ( والذي نفسي بيدِه ، لقد هممتُ أن آمرَ بحطبٍ يحتطبُ ، ثم آمر بالصلاةِ فيؤذنَ لها ، ثم آمرَ رجلًا فيؤمَّ الناسَ ، ثم أخالفَ إلى رجالٍ فأحرقَ عليهم بيوتَهم ) متفق عليه .
👈 وللحديث بقية 👉
كتب محبكم / منصور ال هاشم
[ عدد التعليقات :
0 ]
[
297 مشاهدة مشاهدة ]
[ مصطلحات ذات صلة:
]
[ التصنيف :
الدين والحياة ]
اترك تعليقاً