26 أكتوبر، 2017
منهجية الالتزام ( 25 ) أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُه

البيرق : الشيخ منصور ال هاشم

.
.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله الاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه أجمعين أما بعد
كلمة حول الصلاة أهميةً وفضلاً
الصلاة هي صلتك بالله وارتباطك وتعلقك بمولاك وخالقك ، الصلاة حياتك ، الصلاة فلاحك ، بصرك وبصيرتك , وتوفيقك في الحياة ، الصلاة دنياك واخرتك وسر سعادتك، وعنوان ايمانك واسلامك .
الصلاة فتوحات ربانية ، وتوافيق الهية ، ومنح رحمانية، من حيث كمال الخشوع ، وجمال الخضوع ، والرغبة ، والرهبة ، وصدق التوجه ، يُفــتح الله لك اليوم مالم يفتح لك بالأمس ، أي والله ، فاذا وفِّـقت وفتح لك فأغتنم الفتح فربما كانت سعادة الأبد ، وحاول الا تخرج من تلك الصلاة الاّ بعد ان تقضي وطرك ، وتبثه همومك وغمومك ، وتقدم اليه طلباتك وسؤلك وجميع حاجتك ، فهو غفور ، كريم ، قدير، ورحيم ، ودود ، ولا يمل من كثرة سؤالك وتعدد حاجتك وإن عظمت فهو أعظم وقدير، بل كلما استزدته زادك ، وكلما سألته أعطاك .
لا تسألنّ بُنيّ آدمَ حاجةً وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنيُّ آدامَ حين يسألُ يغضبُ
بفضل الله تعالى اتينا على كامل صفة صلاة رسول الله ﷺ بجميع تفاصيلها ، من التكبير الى التسليم بأدلتها الصحيحة من سنة رسول الله ﷺ التي صحح أحاديثها جهابذة أهل العلم المحققين ، نسأل الله جل في علاه ان يرزقنا جميعاً المحافظة عليها كما يحب ويرضى، وان
يجعل قُــرَّةَ أعيينا في صلاتنا ، كما كان إمامنا رسول الله ﷺ ، فقد كانت الصلاة قرة عينه فقال ( وجعلتْ قُرَّةُ عيني في الصلاةِ ) حديث صحيح رواه النسائي وغيره .
نذكر اليوم شيئا من أهميتها وفضلها .
الصلاة أعظم فريضة فرضها الله على العبد :
لأهمية الصلاة أن الله سبحانه أوحى الى عبده ورسوله محمد ﷺ سائر تكاليف الإسلام بواسطة جبريل ، الاّ الصلاة فلأهميتها استدعاه ربه الى الملأ الأعلى في السماء ، وكلفه بها مشافهة ومباشرة ليلة المعراج ، بدون واسطة .
ولأهمية الصلاة ، قال رسول الله ﷺ :
( إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاته فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ) الترمذي وغيره .
وقال ﷺ : ( من حافظَ علَيها كانت لَهُ نورًا وبرهانًا ونَجاةً يومَ القيامةِ ، ومن لم يحافِظ عليها لم يَكُن لَهُ نورٌ ، ولا برهانٌ ، ولا نجاةٌ ، وَكانَ يومَ القيامةِ معَ قارونَ ، وفرعونَ ، وَهامانَ ، وأبيِّ بنِ خلفٍ ) احمد وغيره وصححه جَمعٌ .
فضل الصلاة :
قال الله سبحانه :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (البقرة : 277)
فإذا اردت أن تكون من الذين ( لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) فكن من ألمحافظين على الصلاة ، كن من أهل الصلاة ، كن من أهل المسجد .
الصلاة تحفظك من الآثام والمنكرات
قال الله سبحانه :
( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) (العنكبوت : 45)
اذا اردت ان يصرف ربك عنك السوء والسيئات وفعل المنكرات ، فعليك بالصلاة ،فهي تُثـمِر التقوى، وتزرع في نفسك الوازع الذي يحول بينك وبين المنكرات .
الله عز وجل قال وقوله الحق الذي لا يَــتَــخَلّف ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) ثم يأتي من يتطوع بالعلم الساقط أو قُـل ( الجهل ) فيقول :
قال رسول الله ﷺ : (مَن لم تنهَهُ صلاتُه عن الفَحشاءِ و المنكرِ لم يَزدَد من اللهِ إلَّا بُعدًا ) وكأنه يقول للمقصرين من المسلمين ( اياكم والصلاة فهي لا تنفعكم ما دمتم على اخطائكم ، وفي غفلتكم ، فلماذا تصلُّون ؟! وخلّوا عنكم الصلاة)
اولاً … هذا الحديث حكم عليه جهابذة العلم المتخصصون في معرفة الحديث النبوي أنه حديث باطل ، وقالوا هو : موضوع ــ كَـذِبٌ ــ ) وما يشبه ذلك من الأقوال ، والأحكام .
ثانيا … قد رد رسول الله على اولئك المثبطين منذ زمن طويل، بقوله ﷺ :
( قيل يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانًا يُصلِّي اللَّيلَ كلَّه فإذا أصبَح سرَق فقال ﷺ : ( سينهاه ما تقولُ ، أوقال ستمنعه صلاته ) اخرجه غير واحد من الأئمة منهم الامام احمد وابن حبان ، وصححه غير واحد من المحققين .
فالنبي ﷺ أخبر أن هذا الرجل سوف ينتهي عن فعله الشائن بسبب بركة صلاته ، ومالها من عظيم الأثر في سلوكه ، وسوف تزرع في نفسه التقوى. ولكن ما هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء وتكون سبب الخير، أهِــيَ الصلاة التقليدية الموروثة ؟ التي لم تُسقط عنا ما في الذمَّة ، أم تلك الصلاة التي نصليها وكأن خلفنا عدواً يلاحقنا ويطاردنا ؟
، ام هي صلاة نخرج منها وقد كتب الله لنا بها الحسنات في صحائف الأعمال وكَفَّـر عنا بها السيئات.
انها الصلاة الصحيحة التي تكون على الوجه الكامل خشوعا وخضوعا ، وتدبرا، انها الصلاة التي عَــنَاها رسول الله ﷺ بقوله : (صَلُّوا كما رأيتُموني أُصَلِّي) البخاري، فهذه هي الصلاة التي تنهى عن الفحش والإثم ، والبغي، تصديقا لقوله سبحانه : ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَر).
وللحديث بقية
كتب محبكم / منصور ال هاشم
[ عدد التعليقات :
0 ]
[
365 مشاهدة مشاهدة ]
[ مصطلحات ذات صلة:
]
[ التصنيف :
الدين والحياة ]
اترك تعليقاً